تتحدث النساء عن بعضهن البعض .. تنتقدن المشاهير .. تغرن من زملائهن في العمل ..
• يتسائل عن أسباب عدم الاستلاطاف بين النساء وبعضهن .. موضحا هذه الأسباب فيما يلى ..
النساء متعبات... أو قد تستطيعين القول بكلماتك الخاصة أنهن مختلفات عن الرجال كثيراً؛ فقد يتسمن بالعدوانية، العنف والقسوة أحياناً تجاه النساء الأخريات.
فالمرأة قد تكره المرأة أحيانا حتى لو لم تقابلها من قبل وتهمتها الوحيدة فى ذلك أنها امرأة ناجحة فى حياتها العملية، أو أنها أكثر جاذبية أو أكثر شهرة ؛ فإن كنت من هذا النوع فإنك عندما تتصفحين إحدى المجلات وتشاهدين إحدى المشاهير فإنك تنتقدينها بأنها نحيفة جداً، أو أنها سمينة جداً، وقد يصل الأمر بك أن تهاجمى بعض النساء الأخريات للحصول على أزواجهن، وقد تشعرين بالأسى تجاه امرأة فقدت وزنها وأصبحت أجمل منك.
الرجال لا يفعلون مثل هذه الأمور، ولكنك بالطبع قد تسمعين فى بعض الأوقات رجالا يسبون بعضهم البعض بألفاظ شاذة مثل: لاعبى كرة القدم، أو بعض السياسين المتنافسين، فالرجال بشكل عام يفضلون الاحتفالات ، أما النساء فلا.
الممثلة Sienna Miller مثلاً لم تأخذ قدرها الذى تستحقه كممثلة، فيما عرفت Lily Allen كنجمة بوب شهيرة؛ إلا أن الاثنتين تواجهان "خطر" الحقد والحسد، والنقد الغير موضوعى، وأحيانا قد يعانين من معاكسات غير أخلاقية من قبل النساء اللاتى قد يشعرن بالتوتر والغيرة من ذكر اسميهما.
قد يتسائل البعض عن سبب التوقف عندSienna ,Lily أو Madonna وذلك لأنهن يواجهن انتقادات حادة لكونهن عصبيات، بالإضافة إلى Winslet Kate التى ينتقدها الكثيرون بسبب تدفق عاطفتها، وأنها حساسة جداً، وPush Spice التى ينتقدها البعض لكونها أكثر نحافة.
ولن تسلم أى امرأة من النقد؛ فمثلاً إذا ذكرت زميلتك فى درس اليوجا فستنتقدينها قائلة أنها وقحة، وإذا ذكرت مساعدتك فى العمل ستقولين أنها تفرض نفسها على الأخرين، وإذا ذكرت صديقتك المقربة فسوف تقولين أنها سمينة للغاية.
حاولت كل سيدة تحدثت معها عن هذا الأمر أن تدافع عن نفسها، ولكنهن فى النهاية اعترفن بأنهن كن يطعن أخريات من الخلف على الرغم من عدم معرفتهن بهن.
فتقول إحدى الصديقات : "كلما رأيت سيدة واثقة من نفسها، وترتدى فستانا جميلا يظهر جمالها فإن أول شئ أفكر فيه هل أنا أكرهها ؟ وربما يكون ذلك بسبب عدم الإحساس بالأمان؛ ففى بعض الأحيان قد يكره إنسان شخصا آخر لمجرد أنه يشعره أنه فى مرتبة أقل منه".
وتقول سيدة أخرى " أنا وصديقتى دائما ننم ونتحدث كثيراً عن كيت وينسلت وعن صديقات أخريات لنا؛ حيث نتحدث عن عاداتهن فى التسوق وعن طريقة ارتدائهن للملابس، وكذلك عن أفعالهن فان كانت جميلة فليكن الله فى عونها، وإن لم تكن جميلة فليكن الله فى عونها أكثر وأكثر".
قد لا يكون من المدهش أن صفات السيدات اللائى يحسدن النساء الاخريات لا تختلف عن هؤلاء النساء اللائى يقمن باحتقارهن وحسدهن.
تقول إحدى السيدات عن صديقتها: " إنها جميلة، إنها ماهرة، إنها مرحة والكل يرغب فيها، تملك الكثير من المال ... أنا لا أفهمها....."
هناك الكثير من الأمور المشتركة التى يتحدث الرجال عنها فيما بينهم، ولكن لنكن أكثر دقة بالقول إن الرجال لا يشعرون بالغيرة فيما بينهم إلا لأسباب محددة وقليلة. ونادراً ما يشعر الرجل بالغيرة من الرجل الأخر لمجرد أن صاحبه لديه شعر حريرى، أو أنه وسيم ولديه قوام جيد؛ فنادراً ما يكون المظهر هو السبب الحقيقى وراء غيرة الرجال من بعضهم.
الرجال عادة ما ينتقدون بعضهم بشكل شرعى و موضوعي، ولأسباب وجيهة وواضحة .. فقد ينتقد رجل شخصا آخر فى ملابسه وأسلوب حياته، أو لزيادة وزنه ولكن بصورة أشبه بالمزاح أكثر منها ازدراء.
أعتقد أن الرجال نادراً ما يقومون بالحكم على بعضهم البعض بشكل غير عادل ، فلا يقومون بالحديث والنميمة عن بعضهم البعض، بل إن المزاح والجاذبية هما سلاحى الرجل فى حياته الاجتماعية، فقد لا يكون الرجال أكثر تعقيداً بعكس النساء فلم تتلوث عقولهم بتلك المواد النسائية المنشورة فى أقسام المرأة فى الصحف، وفى منتديات المرأة على صفحات الإنترنت، بالإضافة إلى مجلات النميمة الخاصة والمحصورة على البنات فقط والتى تدل على مدى العداوة والكره بين النساء بعضهن البعض.
تقول إحدى زميلاتى:" لقد طلب منا أن ننتقد نساء أخريات من خلال التلفاز وكذلك الإنترنت، حيث استغلوا عدم إحساسنا بثقتنا فى أنفسنا، وعدم شعورنا بالأمان وشجعونا على الانضمام إليهن".
ربما ليس هناك شئ جديد فى الهيستيريا التى تجتاح البرامج التلفزيونية فى برامج المراة، ولكن من الواضح أن هناك زيادة فى نسبة الغرائز السيئة للمرأة بشكل ملحوظ؛ فالمرأة قد تطيل النظر إلى ركبتى المرأة الأخرى بنوع من الحسد، ولكنها فى الوقت نفسه لن تشترى مجلة تتحدث عن مدى شرعية هذا التصرف.
على صفحات الإنترنت تستطيع إيجاد أكثر أشكال الانتقاد من قبل المرأة للمرأة من خلال غرف الدردشة حيث الدخول بأسماء مستعارة غير معروفة وهو الأمر الذى يوضح مدى كراهية بعض النساء للبعض الآخر.
أما على صفحات الجرائد اليومية ومن خلال كاتبات أعمدة الرأى فيها اللاتى ينشرن آرائهن بأسمائهن الحقيقة، فتجدهن لا يختلفن كثيراًَ عن هؤلاء اللاتى يمارسن الإهانة ضد بعضهن من خلال الإنترنت.
رشيدة داتى وزيرة العدل الفرنسية عندما عادت فى بداية العام الحالى إلى ممارسة عملها بعد خمسة أيام فقط من وضعها مولودها الجديد، وتوقعت أن تلقى دعماً من النساء الأخريات، ولكنهن سخرن منها !!! ؛ فقد نشرت صحيفة التليجراف (The Daily Telegraph) تعليقا لإحدى الصحفيات جاء فيه "أن رشيدة داتى كانت أكثر النساء إثارة للجدل بين النساء، حيث قامت بالتقليل من قدر حياة المرأة، وأرادت أن تغير نمطها بممارسة حياتها العملية بهذه الصورة وهو الأمر الذى يدل على حالة من الضعف وليس القوة."
وقالت صحفية أخرى عنها فى صحيفة دايلى ميل (Daily Mail): " لقد خذلتينا جميعا .. لقد قمت بخيانتنا جميعا".
وعلى جانب آخر انتقدت Allison Pearson - صحفية أخرى مشهورة - الكثيرات من مشاهير النساء من خلال عمودها فى صحيفة (Daily Mail)، حيث وصفت Kelly Brook بالغبية، و Cherly Cole بعصا الكرفس الضئيلة، كما وصفت Kerry Katona بمدمنة المخدرات بالإضافة إلى الكثير والكثير منهن.
وعندما سألت Pearson عن سبب إقدام الكاتبات الصحفيات على انتقاد غيرهن من النساء فى كتابتهن الصحفية أرسلت لى بريداً إلكترونياً يفيد أنها كانت تنتقد الرجال مثلهم مثل النساء، كما أنها تدعم المرأة وقضايا المرأة من خلال كتاباتها الصحفية فى عمودها بالصحيفة، ولكنها فى النهاية اعترفت بأنها كانت تطلق بعض التصريحات الغير ودية من وقت لآخر تجاه بعض النساء.
واضافت قائلة" انا فعلا اتفق معك علي نقطة المعاملة" السامة" التي تتعامل بها بعض النساء الصغيرات السن واشاركك الفضول واتسائل، ماذا يحدث؟! وانا بالفعل انتقد المرأة أكثر من انتقادي للرجل ربما لأني اتوقع الكثير من المرأة، أكثر مما أتوقعه من الرجل ..
لعله من الممكن أن بمجرد التجول حول المكاتب وبوابات المدارس يمكن التأكد من أن تلميحات وانتقادات الكاتبة الصحفية Pearson ما هي إلا جزء من ثقافة أنثوية مثلها مثل ثقافة شراء الأحذية ..
تقول صديقة لي تعمل بدوام كامل ولديها بنت صغيرة "إن بوابات المدارس سامة نوعاً ما، فأشعر بأن أكثر من 100 زوج من العيون تحدق في ظهري وتصدر الحكم علي مظهري وقصة شعري ".. وتعترف قائلة "أنا أعرف أني لست أفضل منهن، أنا مذنبة مثلهن، وأفعل نفس الشيء، حيث أحكم كل صباح علي من أقابلهن، فنحن النساء نشعر بالغيرة عندما نري أخري تملك ما لا نملكة ولكننا لا نستطيع الاعتراف بذلك صراحة، ولذلك نكن الضغينة لبعضنا البعض ".
تحلل المعالجة النفسية Susie Orbach مؤلفة كتاب “FAT IS A FEMINIST ISSUE “ كراهية الذات علي أنها أحد أهم الأسباب وراء شعور المرأة بقلة شأنها وتعلق قائلة "أن احدي الطرق الفعالة في التخلص من هذا الاحساس (كراهية الذات) هو إيجاد امرأة أخري تكرهها وتصب عليها جام غضبها"..
تقول LILY ALLEN التي أصبحت مشهورة في عمر الـ 20 " أنا مذنبة بهذا الذنب حيث كنت أسب الأخريات لمدة طويلة وكنت أصدر آرائي الناقدة تجاه كل من اقرأ عنها في الصحافة ولكن بتحولي إلي شخصية مشهورة وبدأت الصحف تكتب عني ، لاحظت أن ما تم كتابته عني لا أساس له من الصحة وحينها شعرت بالذنب وعرفت أني خاطئة في اصدار الاحكام علي المشاهير من خلال قرائتي عنهم في الصحف والمجلات"..
وتتفق LILY علي أن النساء يركزن علي بعضهن البعض بصورة غير صحية حيث يركزن علي النظر علي أجسام بعضهن البعض وتضيف قائلة "عندما كنت غير مشهورة وكنت أجلس في بعض الأماكن العامة كنت أنظر إلي كل امرأة تدخل نظرة فاحصة من فوق إلي أسفل وأقوم بتقييمها في عقلي، وكأن التقييم من خلال المظهر الخارجي فقط ولم أهتم للطريقة التي تتحدث بها أو تتصرف بها فقط كنت أركز علي وزنها ولكني لا أفعل ذلك الان وليس السبب أني اصبحت أكثر نحافة ولكن لاني أصبحت أكثر سعادة"..
وتؤكد LILY "الحقيقة الثانية والواضحة هي أن هناك منافسة شرسة بين النساء، وأخشي ما تخشاه المرأة هو أن يتم استبدالها بأخري أصغر منها أو أجمل منها".
وتتفق PEARSON مع هذا الرأي وتؤكد قائلة "ليس هناك مجال للمرأة علي القمة، ولا تقوم النساء بدعم بعضهن البعض كما يجب وهو الأمر الملاحظ في الاعلام .. والعمل أيضا"..
ليس هناك جديد في هذه الحقائق وربما استنتج دارون أن النساء يتصارعن مع بعضهن البعض بسبب وجود نوع من الجينات، وأشعر بزيادة نوعية في نسبة العنف في الحوار بين النساء بعضهن البعض وفي محادثاتهن اليومية في الاعلام عن المرأة وللمرأة هو الأمر الذي يقول البعض أنه نوع من عدم الانتماء ويقول البعض الأخر انه "فظ أو غير مهذب"..
انا اتفق مع المعالجة النفسية ORBACH ، حيث أري أن إحساس المرأة بالضعف وقلة الحيلة يدفعها إلي عدم تخزين هذه المشاعر بداخلها مما يدفعها إلي اخراجها علي هيئة نقد للأخريات ..
يجب علي الاخوات أن يرتبطن ببعضهن البعض وان تدعم كل واحدة منهن الأخري ويشجعن بعضهن ولا يجب عليهن تمزيق بعضهن أرباً ..
فمنذ متي كانت الأنوثة تعني السخرية والاستهزاء بدلا من الابتسامة؟! أنت تعلمين أنه ليس بالشكل الجيد.