كان فى سالف الأزمان شخص شرير يدعى " مرجان". وكان مرجان يحب الشر ويدعو إليه, يحب أن تشيع الفاحشة ويشيع الفساد فى قريته.
فعل كل شىء ينكره الدين والعقل. قتل الناس, زنا, سرق,سلب أموال اليتامى ولم يكتف بأنه وحده يفعل ذلك بل كان يحرض ضعاف النفوس من اتباعه أن يفعلوا مثله..
فعاثوا فى الأرض فسادا.. ونهبوا القرية وروعوا أهلها الذين لم يحاولوا ولو لمرة إيقاف هذا الطاغية " مرجان " واكتفوا بأن سموه " شيطان القرية ".
وفى يوم من الأيام اكتشف " مرجان " أنه فعل كل الموبقات والآثام ماخطر على قلب بشر ومالم يخطر إلا إثما واحدا ألا وهو قتل الأم..
هكذا أوحى إليه شيطانه كما يوحى إليه كل مرة..ولكن هذه المرة تحسر لأن امه ماتت وهو طفل رضيع يواجه قسوة الدنيا وأهل القرية وحده حتى أصبح أهل القرية الذين رموه بالأمس يسموه اليوم " شيطان القرية ".
ولكن لم يهدأ له حتى توصل إلى فكرة شيطانية وهى أن يجعل أحد أتباعه أن يقوم بتلك المهمة القذرة ويقتل أمه ولم يجد خيرا _بالنسبة له_ من " سعيد " أحد أخلص أتباعه وأقساهم قلبا.
ثم أوحى إلى " سعيد " بأن يفعل هذا الجرم ويقتل أمه ثم يأتى إليه بقلبها مقابل حفنة من المال.
وبما أن " سعيد " صاحب قلب مريض فإنه لم يجد غضاضة فى أن يقتل أمه ويقتلع قلبها مقابل حفنة من المال.. فالمال كما يقول " سعيد " دائما هو كل الأهل والأصحاب.
وذهب" سعيد" إلى البيت وفى عينيه وقلبه كل شر الدنيا ودخل إلى البيت ووجد أمه تعد له العشاء وتناديه بأن يأتى كى يتناول العشاء فدخل عليها ووجد بجانبها سكينا كانت تعد به العشاء ..فالتقط السكين ثم وبسرعة كبيرة غرس السكين فى صدرها.. وعجب من أمه أنها لم تقاومه..لم تحاول حتى أن تقاومه.
وعندما رأى الدماء تندفع من صدر أمه وكأنها حمم تخرج من بركان اضطرب للحظات ولكنه استمر فى تنفيذ باقى الخطة..واقتلع قلبها ..قلب أمه.
وكانت دقات قلبه فى تصاعد..وخرج من البيت يركض ومعه قلب أمه كى يعطيه لمرجان كى يأخذ المال.. ولكنه فجأة تعثر فى حجر كبير فوقع على الأرض وسقط منه قلب أمه.. فتأوه سعيد متألما من العثرة فناداه أو هكذا خيل ل" سعيد " قلب أمه قائلا:
" ولدى ... حبيبى ... هل أصابك من ضرر؟ ".
حينها استيقظت كل المشاعر الجميلة فى قلب" سعيد " وأحس بجرمه الكبير..وأحس بالندم الشديد.
وحينها قرر أن يقتل نفسه وأمسك بالسكين الذى قتل به أمه ورفع السكين عاليا كى يغمده فى صدره بقوة.
وفجأة سمع صوت قلب أمه مرة أخرى قائلا :
" ولدى ... حبيبى ... لاتؤذنى مرتين "